تصدير الخــــوف إلى الأفكــــار الـــــذائبة

تحية مليئة بالدمع الذي تجمد في الأحداق منذ سنين ..

من الصعب علينا أن نوجد فرقا بين قتيل مات اليوم وشهيد عاش غداً , صعب أن
نجعل من سنبلة القمح ملاذاً للتيه وجُحْراً للتقوى .. من يشهد أن التاريخ يعلمنا
فن الدهشة حين تموت خيول الدم ... مَن يشهد أنّا ضد مصادرة الحب الشخصيّ
وضد شيوع الفقر ,,
أطراف أصابعنا .. ؟ أبداً
أنصاف دوائرنا ... ؟ أبدا

"" تصدير الخوف "" ظاهرة جديرة بالقراءة والحفظ في ذاكرة العرب الفقراء .. قد
نسمع أن الدول تصدر النفط والخضار والفوسفات والألبسة .. وغيرها كثير من
المقومات المادية للدول .. والتي تشكل بؤرة اقتصادية رهيبة لتعتاش الشعوب
من خيرها ... ولكن ..!
أصبحنا اليوم نستورد الخوف من الدول الغربية المصدّرة له بقوة السلاح .. نعيش
في وهم يلاحقنا أينما ذهبنا والسبب هو ضعف العقيدة الراسخة في القلوب ,

مَن يستطيع أن يخرج من خاصرة الجوع ليعلن أنه ضد حمير العصر إذا ما أسماها
الفقهاء لنا خيلاً ؟؟,, يعلنون دوما " مَن يتبعنا يصبح شالاً للتاريخ , يصبح قمحاً لعصافير
الفقراء , هل نخرج من مخطوط الحزن الصافي لحكايات المصلوبين على حيطان الليل
البِكْر ؟؟
هل نزرع قنبلة في جيب فقير كي يحيا .. مَنْ يحمينا غير طقوس الريح ,, مَن يحمينا
غير دمنا في ضلع عرين وضريح .. ؟؟
في هذا اليوم الأغبر تصهل خيول الغرب على أبواب مدينتا .. ونحن نفتش عن زمن
لا يهوى تصدير القتل إلى الفقراء .. لا يهوى تصدير الخوف إلى الشعراء ..

حين يموت الراهب لا تجدي الصلوات ولا يجدي المعنى ,, عذرا للدمعة حين تغيب
مرارا عن وجنة بعض المسحوقين بنعل الخوف ووطأة ظل الجوع .. فنحن لا نود حيازة
سيف عباسي يحمينا من فرحنا ,, ما كنا نود جباية أشواقنا من أيدي فتيات العصر
المملوكي ,, إلّا أن حنيناً يصفعنا بالشغب الفردي ...

"" لولا الثلج لكان هنالك عرس للشمس "" ولولا ضعفنا لما استوردنا الخوف ,,
ولما بقينا فقراء نبيع حبيبتنا للغير ,, ونبيع دمنا بلا استحياء ..

أنموت ضعافاً ..؟؟

كلا لا يعجبني الموت كذئب يسرق ضوء الشمس من الصحراء .. يرحمنا الله برحمته
فلقد ذاب القلب بظل الخوف ..

الأخوة الأفاضل ..

إلى متى سنبقى ضد الصبح القادم من رحم الميلاد ..؟؟
إلى متى يبقى القلب طريدا للخوف القادم من شرق الليل إلى غربه ؟؟؟
هل نوقف تصدير الجوع الى الغرب ؟؟
هل نوقف شحنات الخوف القادمة من جهة الغرب ؟؟

إلى ذلك الوقت سنجادل خيل دمنا كي تخرج من من أعماق الجرح رياحينا بدل الدفلى ...


وداع معطر بالأمل والخير للبشرية ..